كمال بوقرة شاب من مدينة نفطة فنّان في صناعة المرافق المنزلية بخشب النّخيل بالجنوب التونسي .. امتصّ رحيق التراث و عبق الأجداد فأراد تخليد ذكراهم و ربط الصلة بأجيال المستقبل حتى يستمر نبض الماضي في الحاضر ..
تراثي التونسي : كيف تعلمت هذه الحرفة و هل نجحت في ترويج منتوجك ؟
كمال : منذ الصغر كنت مغرما بحكم وجودي بالواحة بالنخلة و أعي قيمة أجزائها الكثيرة و التي يُمكن أن تقع الاستفادة منها ، فالنخلة تحتوي على مواد كثيرة منها : اللّيف و هو غشاء يحل محل القماش في بعض الابتكارات حيث يبدو كنسيج طبيعي ، و الكرناف وهو رأس الجريدة الكبير و و المستدير و الأملس و عصي الجريد التي ينزع منها السعف و جذع النّخلة الذي يقطع أجزاء صغيرة يُصنع منه البيبان الخشبية و يعوّض مادة اللوح
تراثي التونسي : هلاّ حدّثتنا عن المواد الأولية ، ماهي و كيف تنجز هذه المنتوجات الخشبية ؟
كمال : أجلب خشب النّخيل من الواحة و أقصّه إلى قطع ثم أنحت التعرّجات التي توحي بالشكل المطلوب ثم أشرع في تثبيتها بمسامير مع قصٍّ دقيق حسب الأشكال الهندسية المُبتكرة لحامل الأواني أو مقعد الجلوس و الموائد المستديرة أو المربّعة ..
تراثي التونسي : و الإبتكارات من أين تخلقها أو كيف تستنبط الفكرة المناسبة التي تروق للحرفاء ؟
كمال : مثل نجارة اللوح تماما ، لجعل هذه المنتوجات مرغوبة من الحرفاء يجب أن تكون وظيفية تستعما في المرافق المنزلية مثل الفانوس الذي يوضع لإنارة الصالة أو الموائد ولكنّي أختصّ في مادة الكرناف الملساء ، أصنع منها العديد من التحف الفنيّة بنقوش تجعلها تحف قابلة لجلب اهتمام الحرفاء
تراثي التونسي : ماذا تقول للشباب الذين لديهم هوايات و غير متشجعين لممارستها مثلك ؟
كمال : أقول لهم تسلّحوا بالعزيمة فامتلاك الموهبة شيء ربّاني لكنّ صقلها و إبرازها و ربّما استغلالها في الإسترزاق شيء مهم و ضروري
تراثي التونسي : ماذا تقول لمتابعي تراثي التونسي من الأطفال و الشباب ؟
كمال : يجب أن يهتمّوا بالتراث و ينقلوا مهارات الأجداد بأمانة إلى الأجيال القادمة فنحن لسنا سوى قاطرة تربط تراث و ماضي السلف بمستقبل الأجيال القادمة دون أن أنسى شكري للفريق تراثي التونسي على هذه اللفتة
ذاكرة الصّانع لم تُهمِل الجانب الفنّي وهو الحِفاظ على لون الخشب طبيعيا وهو ما زادها رونقا ...