لا زال الجامع الكبير ببلاد الحضر قبلة لمحبي ومستكشفي الآثار الوافدين على ولاية توزر ، فقد شُيّد بالحجارة والطين و طُليت جدرانه بشكل أملس موحّد من الداخل والخارج وبنيت أسقفه من أعمدة مقطوعة من خشب النخيل و رصّفت أرضيته بالآجر التقليدي و المتمعّن فيه يلاحظ أنّه يرتكز على ثلاثة و أربعين عمود غلّفت كلّها بالآجر التقليدي.وقد بني هذا الجامع الكبير بمنطقة الجريد ببلاد الحضر على أنقاض كنيسة و كان قد شيّد محرابه منذ سنة 570 هجري وذلك بالرجوع إلى ما كتب على نقيشة محفورة على جدار بداخله وهذا إدل على شيء فإنّما يدلّ على قِدمه و يؤكّد أنّه بالفعل كان مركزا اسلاميا مهما يقصده الوجهاء و الدارسين . و بتجوّلنا داخله هالنا شكله المميّز خصوصا صومعته التي تظل تحفة فنيّة إضافة إلى قِباب أربعة انتصبت شاهدة على التشابه بينها و بين قِباب جامع عقبة بالقيروان وقد تخرّج منه صاحب قصيدة " خير البلاد لمن أتاها توزر .. يا حبّذا ذلك الجنان الأخضر " أبو علي بن منصور ، و أيضا صاحب قصيدة الشقراطسية في مدح خير البريّة " أبو زكرياء الشقراطسي.