شاهدنا الجامع الكبير بمدينة صفاقس ، بدا لنا شاهقا فخلنا منذ البداية أنّه حلقة من سلسلة الجوامع التي شُيّدت في فترات قريبة ، نعم فقد كان شكله مستطيلا ، و بعبورنا مدخله الرئيسي قابلتنا بيت الصلاة و صحن فسيح تحيط به أروقة و الجهة الشمالية بدت لنا مئذنة مرتفعة تصل إلى ارتفاع خمسة و عشرين مترا وهي مئذنة هرميّة ترتكز على برجين يحويان فتحات للتهوئة زخارف متنوّعة ، وحين الدخول إلى بيت الصلاة يكتشف الزّائر أنّ بها جزءان مُهمّان : جزء يبلغ طوله ثمانية و ثلاثين مترا و عرضه حوالي عشرين مترا و بها 5 بلاطات متّصلة بالجهة القبليّة وهو يعود للفترة الزيرية به قبّة فوق المحراب و قبّة فوق المدخل المؤدّي لبيت الصلاة و جزء في الجهة الغربية يعود إلى العهد العثماني .و يعود بناء المحراب إلى القرن الثامن عشر و اللافت للانتباه هو شكله الذي تزيّنه نقوش و زخارف جميلة التي نقشت على الحجارة و الذي تعلوه نصف قبة تمّ تركيزها على عمودين رخاميين.