تحتوي أزقّة المدينة العتيقة على مجموعة من البيوت المفتوحة و هي قديمة تعود إلى فترات من حكم البايات ظلّت عريقة بعراقة تاريخها الحافل بالأحداث ، تعرّضت إلى بعض التصدّعات فوقع ترميمها و تحويلها إلى فضاءات للزيارة و الترفيه و إلى متاحف و قاعات عروض.
دار حمودة باشا : أمر باي تونس حمودة باشا ابن مراد باشا بتشييد هذه الدار ، وهو الباي الذي حصل على لقب الباشا من سلطان إسطنبول مع حق توريثه لابنه و في القرن الثامن عشر ملكيتها تنتقل بين أيدي ورثته حتى سنة 1872. و كان قد أهداها الباي إلى صالح بن محمد كاهية مقابل خدماته الجليلة له ثم تحولت إلى حبس و لكنها رغم ذلك بيعت من طرف مالكيها أفراد أسرة الشاهد سنة 1995 . ثم تم شراؤها من طرف مستثمرين هما عبد الوهاب بن عياد و رؤوف بوعصيدة و عملا على رد الاعتبار لهذه الدار بشرائها لفائدة شركة التنمية السياحية للمدينة العتيقة . لتتم تهيئتها فيما بعد و إنشاء مقهى تقليدي في سقيفة الدار و قاعتي عروض.
دار بن عبدالله : كانت هذه الدار المشهورة باسم دار بن عبدالله بالمدينة العتيقة سنة 1796على ملك الحاج محمد القسنطيني .اشترى الخليفة سليمان الحنفي سنة 1801 و تزوج من الأميرة للا عزيزة بنت محمود باي ، و تم ترميم جدرانها و تهيئتها لأجل أن يعيش فيها الزوجان حينها ثم اشتراها الرسام ألبير أويلي سنة 1905 فقد كان شغوفا بالأحياء العتيقة كثير الاهتمام بالمعالم التاريخية ثم و في سنة 1941 تم تخصيصها مقرا لإدارة التعليم و الفنون الجميلة ثم حولت بعد ذلك و خلال فترة الاستقلال من طرف وزارة الشؤون الثقافية إلى مركز للفنون الشعبية ثم إلى متحف جهوي لمدينة تونس.
دار لصرم : شيّد هذه الدار حمّودة باشا لصرم عندما كان رئيس حرس الزّواوة و أحد أغنياء المزارعين ، و ذلك ما بين سنة 1812 و 1819 ثم اقتنته بلديّة تونس سنة 1964 و استعملت منذ عام 1969 مقرا لجمعية صيانة المدينة العتيقة تتكون من عدة أجزاء : طابق علوي مخصص للضيوف و بهو تحيط به مجموعة من الشّقق إضافة إلى مسكن ثانوي وعدد من المخازن تضم إسطبلات و مستودعات و تتميز هذه الدار بنوعية نقوشها و زخرفها الفاخر من الجبس و المرمر.
دار حسين : عرفت هذه الدار تحسينات عديدة خلال العصر الحسيْني و في سنة 1858 تم تحويل القصر إلى مقر لبلدية تونس ، وقد كان آنذاك أول رئيس للبلدية هو الجنرال حسين الذي أقام فيه بالإقامة فيه ، لذلك سُمّي القصر دار حسين ، بعد أن كان يُسمّى بـ " دار العَشرة " نسبة إلى الأعضاء العشرة للمجلس البلدي الذي كان يتخذ من الطابق العلوي والقاعة الكبرى مقرا لهم . ع.
دار باش حانبة : سميت هذه الدار باسم دار باش حانبة لأنّه اشتراها أحمد باش حانبة ابن علي باش حانبة و سماها باسمه و ذلك سنة 1789 و في سنة 1923 صارت مقرا لمجموعة من المبشرين حيث استعملت كمقر لأول جمعية لها في قلب المدينة و أطلقوا عليها اسم " نوتردام دي لسبيرانس " ( سيدة الرجاء) ثم بعد ذلك أخذت جمعية ثقافية مكان المبشرين الفرنسيين و هي مؤسسة " أورستيادي " التي يوجد مقرها في جزيرة صقلية الإيطالية ، ثم أصبحت دار باش حامبة بعد ذلك مقر المركز الثقافي من أجل المتوسط.