ياسادة ، ياحضار ، اصغوا كلامي بتحكار احنا وانتم نصلوا على النبي المختار ...حدثونا جدودنا لكبار على الماضي القديم وآش صار..واليوم تنعيدوا لخبار ...وغير اصغوا ياحضار ..نحكوا اليوم على أيام زمان ، أيام بكري ...أيام امجادنا وحكايات اجدادنا ...نحكوا اليوم على عوايد المرازيق في الرحيل والحرث والحصاد ولعراس والمواسم ولعياد... وغيرها من العوايد السمحة ....حدثنا عليهم الشيخ علي قليد النجع هو زميمهم وهو دليل اشوارهم قال :
إيه يا حسرة على المرازيق و على أيام بكري ...عندكم الحق تشكروا فايامكم هذي علخاطر لا ريتو لاشفتوا ولاحكولكم ... وروسكم ياللي ما حضر هاك الوقت لا عاش ولا شاف ... راهي كانت جنة محلولة بيبانها والخيرات مبزعة ...في عقاب كل خريف بعد ما انتموا القطع وانلموا التميرات وانبيعوا اللي انبيعوا ونخزنوا اللي نخزنوا ... ايجي وقت الرحيل ننادي على اكبار النجع...تلتم علي رجالة النجع الكل ...نتشاوروا في بعضنا ... ونكلفوا ناس صادقة عارفة بالبر نبعثوهم روادة للبرور ، اينبوا على احوالها ... وين تعجبهم الارض وتركح اعيونهم فيها واحد منهم يقصد مراح السعي والسراح ولخرين ايتموا مروحين ... مخاليهم مليانة بالقيز واليازول والمثنان والجرجير والترفاس ابيض واحمر وخيرات الارض الكل ...ايخبروا باللـــــي جـرى وصار ولوين عزموا عالرحيل....قدام بنهارين، نسبقوا الشويهات اللي فـي لبلاد ونبعثوا ايجيبوا الجمال من مفاليهم...وين الفجر يعلم ضيه ... تهز المرحل تسقد ...خيل وبل واجحاف تتمايل ... والفرسان في اجنابها على اليمين واليسار ... والنساوين تتخرخط من تالي ... والذر يجرو يتلاعبو وينقزو بين هذا وهذا ... واللغو الصغير رواساتهم تطالل من العدايل يتفرجو على الدنيا ... وما تسمع كان المهاجاه تطقع ... واحد يهز وواحد يواطي....مع التماسي ... نحطو ... نباتو بخير في الحجرواة .... ومن غدوة العادة على ما جرت... رحلة ... رحلتين... لين نوصلو مفالي الاغنام . في الحين تنبنى البيوت، الطنب في راس الطنب... صف واحد من الغرب للشرق... جملة متلفتة قبلة... وتنتصب الذراوات والحجراوة وتتصفف الادباش وسط البيوت تحت الركايز ... ماعون الماكلة تحت الذرا الوسطانى ... والقرب مفرشة مغطية بالسبط بحري البيت.....على الفجاري ... الرجالة ينوضوا يلقوا اللبن مخضوض ... النساوين تبات تقسم في الليل تسقدل على الشكاوى ... يفطروا الرجال بهاك اللبن ومعاه التمر ...السراح يسرحوا مع البل والغنم لين يروحوا معاها في الليل.....وباقي الرجال يعملوا على ربي للحرث في وقت الحرث...والحصاد في وقت الحصاد ... والا للميراد والا الصيدة ... يقعدوا من الضي للظلام ...وقتها عندهم قلة حيا وعار الواحد يخش بيته في ضو النهار ... نزيدك أخرى النساوين تولي متعاندة ... اناهي اللي ينقص حملها قدام اختها ... عندهن عار ... اللي يتواطي حملها تحشيه بالتبن والحجر ايقولك كبر الشلامة ولا شفية الاعداء ... تبدا الواحدة جيعانة وما تاكلش من ذخرها داساته على ضيف ان ايجي والا صايبة ان تواتي.. ايه كانت ايام وكان الخير ... تظهر الصيادة تجيبه مخلط غزال ووداد ونعام وقطا وحجل وايرانب ... يجو يكرو ويلوحوا...اما الميراد يا وليداتي ... ما هوشي اللي يواتيه يسقد ...وقتها الدنيا خوف ... ما تورد الناس كان مسلحة... جملة متحزمة على الحرب ... والماء جوبة بعيدة ... كيف يوصلوا البير ... تتقلفط الرجال وتسابق على المعطان ... يحدف الواحد الدلو ثلث قدود ويتلقاه ما تنقجش منه قطرة ... الابال والاغنام مرجدة ... في الحين تصدر قنازيع ... الحاصل يا وليداتي ... تروح الورادة كان مع التماسي...قلتلكم وقتها الدنيا خوف ...النجوع تغور على بعضها ...والمرازيق معروفين بالشهامة والفزعة لنصرة المظام... نهار احني في وجه البيوت والميعاد ناصب لنهو خالك عثمان يعيط : البل و الغنم انساقت ...عنديشي ارجال ...لوحوا الرجال لحزامات على ارقابهم والمكاحل في ايديهم وركبوا خيلهم وانقسموا على ثلاثة ..الياسر قصدوا الغوارة ...ورفاقة جوهم من لجناب ...والباقي قصولهم ..دكموهم من تالي ...وركح فيها البارود...تاون تصهدوا وحسوا بالغلب وعرفوا ما عندهمش فينا طميعة ... عطوا بالقفا وولوا هاربين ...طقت الزغاريت من النساوين اللاحقات بالماء... وسقنا غنمنا وبلنا لمراحاتها ...وقتها وقت الإجاز ..تلموا عندي رجال العرش قرعوا ونظموا بيناتهم إلإجاز كل حد ونهاره ...وبالطبع بدوا بغنمي ...صبحت الغنم في المراح مربوطة في الأرباق ...وتقسموا الرجال اثنين اثنين بعد ما مضوا أجلامهم وبدوا الجز في خفة وشطارة ... خايفين ... اللي يجرح الشاة يقولوله بوجادي... وهم ايغنوا على الكبش لدرع زين لكباش... والنساوين تبخر وتطيب في الكسكسي واللحم ويلموا في الصوف ويفرزوا فيه ...والزغاريت تقب .... ايه ياحسرة ، يا ليام ..هيا بابا ما تصدق كلام ، طوالت الجبدة وكذب العام ... وكان موش حن عليها ربي الكريم بعد ما خرجو شوابين النجوع المربعة الكل لراس الظهرة وهزوا ايديهم يتضرعوا للعالي اللي ما ايخيب طالبه ...ينقض العام وتزهى ليام ... الشوابين ماهم بركة وحركة ، ورحمة ربك قريبة ...ليلتها اكثرالسحاب وتعلى افران افران، وتنسم البحري وبدت المطر تبخنس ودرز الرعد يزلزل الوطى وبدى البرق يشلع ويتعلى من جهة بيت الماء... وحدر الواد داير زفيف ... رواها واعطاها اللي ما يمن عطاه ... الحمد لله ... الحمد لله ...حضروا فيها الجدود وبركة الصالحين .
هالربيع ياناس ماحلاه
نوارة في العين يزهى
وللقلب روايحة دواء
الشمس زارقة والصحاري خضراء
والماء يجري في الواد هرهار
ايه ياحسرة يالدهر الغدار ...
الربيع ربع ربعة مليحة ... وفي الربيع تكثر لعراس
يبدى العرس بكبس الطبل..وتجي النساوين تتهايل حافلة بالذهب والفضة تتراجح ، محارم حرير وبخانيق مطرزة ، الواحدة عليها ما يغني فقري ... بين مغرب وعشا ايجوا الطبابلية ، الطبالة ترزم والغيطة تنم ، والبراح صوته ايشرقع ، والرماية ترمي والزغاريت تقب ... والتاي ايدور .والعراسة وعريسهم في وسطهم ، يحكم وينهى ... سلطان زمانه ، العرس كان يدوم سبع ايام وسبع ليالي ... رمي ومحفل وحنة وجحفة وعراسة وطعم ...ذبايح وضيف و لحباب بالفرح تهني وتبارك .. ايه يا حسرة يا ليام الباهية .... عقاب العرس ،مولي العرس الزوالي ايكمله بطهور وجرت العادة الصغير يتطهر قبل الخمس سنين وكل قدير وقدره الغنيا ايديرو عرس بالطبالى ويذبحوا... والزواولة يبدو يستنوا في فرح في العرش والا عيد باقل مصروف، يبدوا بالتصرير ...يلبسوا الصغير كسوة جديدة ... جبة وكبوس مزين بالودع ويعلقوا في رقبته حجيب ... يهزوا يقعدوه فوق القصعة ورجليه محلولة ويجي الطهار فيده مقص ماضي ... يربط الجلدة بخيط رطب ويبين بلاصة القص بالنزالة ويلعج عليه، يزقي الصبي ويعيط ... يزعق واحد من الشيابين : صلوا على النبي ... زغرتوا،وينها امه ... تجيه امه ... تلمه في كتانة حمراء وتعطيه عظيمة ولحمة عظم ذكر باش تسكته وتلهيه وتقعد بيه في وجه الدار وتجي الناس تبارك وتنحل ....يكبر لوليد يوصل عمره خمسة ... ست سنين يحضرله باباه مالازمه: اللوح والدواية مليانة بالسمق وقليم من قصبة ويهزه للخلوة ، لسيده المدب يعلمه الحروف ويحفظه القرآن بالملة ولازمه ما ينساش هدية المدب : عظيمـــــات والا شوي نعمة ولا صويردات كانه في اسراه .
موت شهر صيف تبدا النساوين تحضر عوين السراح ونحزوا المقرس وشياه الوعايد ونصبحوا مروحين للبلاد ... تحفل اناثي وذكور ... وتهز المرحل تسقد، التريس ركوب على المهر والخيل ، متقوشطة بالسلاح ، والبارود ايقصع ... والعطر والزبد يغشي ... والصبايا والشواب الصغار يتجرجرن وغناهن يطنب وزغاريتهن تشرقع ...احني نلفوا ويعرضونا امالي لبلاد الوطانة عاري ولابس ... تخش في بعضها تقول علاليش مفطمة هدوها على اماتها ... هيا لعقوبة الداير ... وروسكم حية لا فينا مفقود بجاه المعبود ...ايه ياحسرة ، يا ليام الباهيـــة ... كانت الدنيا ، وكان الخيـــر ..وهكاك ياسادة ياكرام ، نختموا حديثنا كيف ما بديناه بأحلى كلام ... بالصلاة على سيدنا محمد خاتم الانبياء وسيد الآنــام ....