بعد تأسيسها تعرّضت المدينة للهدم على يد الروماني أتيلوس ريغوس سنة 256 ق م و كادت أن تُسوّى على الأرض تماما و لكن أُعيد اكتشافها مع مطلع القرن الماضي و أعيد توضيح مسالكها بالحفاظ على ذات الخصائص البونيّة التي تحوي أحواض الحمامات و الأفران و المعابد وقد كانت هذه المدينة تمارس نشاطا تجاريا يعتمد على الأقمشة إضافة إلى تنامي المنتجات الفلاحية التي كانت تباع خارج المدينة حيث اكتشفت بقايا منشآت لصنع الأقمشة قرب الميناء .
من أهمّ مكتشفات الموقع “ دمنة ” و “ واد القصب ” حيث أكّدت الحفريات وجود بقايا لتجمع روماني بيزنطي بقي جزء منه قريب من أنقاض الكنيسة الرومانية حيث الحنايا و المقابر. به متحفا صغيرا قد شيّد على طراز المنازل البونية و حسب المؤرّخين فهو يمتاز بكونه الوحيد الذي نعلم أنّه لم يبن ثانية بعد خرابه في القرن الثّالث ق.م ، وبالتّالي فهو الوحيد الذي يعطي فكرة صحيحة عن المدينة البونيّة كما يكشف لنا عن مظاهر عديدة من الحياة اليومية والأنشطة الاقتصاديّة و التّجارية للمدينة وحياتها الرّوحية .. وتوجد في المتحف أيضا آثار متأتيّة من بلدان متوسّطيّة عديدة : فنجد الزّخارف اليونانيّة من أوان و مصابيح والمستلزمات الشّعائريّة المصريّة من أختام و تمائم و تماثيل صغيرة للتّعبّد .. إلى جانب ذلك كما عثر الباحثون على مجموعة مصابيح رومانيّة يبدو أنّه تمّ إخفاؤها قبل خراب المدينة بستّة قرون.