الملحفة السوداء لدى نسوة الجريد لازالت لسنوات محل اهتمام لتميزها على الملحفة في سائر مناطق الجمهورية التونسية, و لكن المتتبع و المدقق في الفتيات و النسوة المارّات في شوارع توزر يلاحظ فرقا في لون السفيفة و كثيرا ما يدعو غلى التساؤل عن سر تنوع الالوان و هل هناك سببا يكمن وراء ارتداء المراة لملحفة بلون معين و هو تساؤل مشروع يدعو للحيرة غير ان الذاكرة الجمعية في الجريد تؤكد على وجود فرق مقصود يميز المرأة إن كانت من جهة نفطة او من جهة توزر .
فالنفطية ترتدي الملحفة ذات " السْفيفة " الزرقاء في حين ترتدي المرأة التوزرية الملحفة ذات "السفيفة" البيضاء ، يعني أنّه بمجرّد رؤية اللون نفهم إن كانت المرأة أو الفتاة من مدينة توزر أم من مدينة نفطة إن تواجدت في شوارع نفطة أو في شوارع توزر , نستطيع أن نفرّق بين النسوة رغم السواد الذي يلوح من مسافة بعيدة .
و بسؤالنا عن أصل هذا التميّز في لباس المرأة تختلف الإجابات فهناك من يروي عن الاسلاف أن هذه الملحفة السوداء تعود الى زمن قبائل الطرود التي سكنت هذه الربوع و استوطنت لزمن طويل و هناك من يردها للعراقيين و خاصة سكان البصرة الذين أتت منهم بعض العائلات و استقرت بالجريد و تأقلمت مع الجهة لتقارب المناخ و تشابه العيش داخل واحات النخيل فحتى أقواس و " براطيل " المدينة العتيقة تشبه كثيرا نوعية البنايات القديمة بمحافظة البصرة العراقية ..