حوريّة البحر


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 


 

حوريّةْ لِبحر .. كل حد يرسملها شكل في خيالو .. و كل حد تتمثّل في بالو .. عروس شعرها طْويل .. أسود كيف اللّيل .. وعينين كبار ، رْموشهم ماضيين ، كْحُلْ وِمْقَوْسِين ْ .. وحواجب في العينين منحوتينْ .. وْ فُمْ جْويّدْ و شْفايف رْهَيْفينْ .. وسْبايِك مْذَهبينْ م اللّكتاف للصدر للظْهر للساقينْ .. و في إخِّر الساقين ذيل حُوتَة .. فيه امْرَصْفَة بْلايِكْ مْزَخرْفة وْ مَنْحُوتَة .. حُوريَّةْ لبحر تُخزُرْ وْ تْتبسّمْ .. وْ ساعة ساعة تُغطس و تِتحشِّمْ .. وْساعات الجبين فيها امْوشِّمْ .. نْهار م النْهارات  طلعو صْغيْراتْ في رحلة بحريّة و ركبُو السْفينة إللّي هِيّ .. في بحر أزرق واسعْ .. وْ شط بْعيد شاسَعْ .. فرحو واحد باعت في السْحاب الدّاكنْ ، وْ لاخِر يستخايل في الحوت في الغريق ساكِنْ .. وْ لُخرى تصيحْ بْعدنا ع البَرْ .. الدْيار عمّال تبعد وْ تصغار ..وْمنظر لمدينة وْراهم يِكبارْ .. وعْلى غفلة شهقتْ وحدة منهم وْ قالت : " ياخويا إيجَا .. إنحِسْ في دُوخة وتْرَهْويجَة " .. اتلفتو في الحينْ ، ثبتو في اللّيسارْ وِ اللّيمينْ .. وِتْأكدو من حاجة صايْرَة .. خلّات عْقولهم حايْرة .. إيذا بالسْفينة مَالَتْ بيهم في أوّل مُوجَة .. وْ حَسُّو برْواحهم ، كايني في ثْنية عُوجَة.. شدو فيدين بْعضهم .. و الموج رْعبهم .. وْهما خايْضين في هرجة .. وكبيداتهم من مَرْجة إلمرجة .. حتى بان ذيل حوتة طويلْ .. مرة ايميل لِلِّيسار ايميلْ .. مَرّة لِلِّيمين ايميلْ .. الصغار صفرو لبعضهم : شوفو ياصْحابْ .. خْليقة مَاتْقرّتْ في كْتابْ .. واحد ايقول قِرشْ سْمينْ ..   وْ لاخر ايقولْ هَايْشة وَلاّ تِنّينْ .. بهتت العينينْ .. وْ شاح الرّيق وتمدِّتْ ليدينْ .. زعمة شْنيّة لغريبة ؟..   وْ مَلاّ بْحر امواجُو عجيبة .. وْ في غَفلة مِ النّاس الكُلْ .. في شيرة ابعيدة ع الذيل .. بان وجه عْروسة .. اتبسمت.و قاتلهم : ماتخافوش ياصغارْ .. آنا " حُوريّةْ لبحرْ " وْ هاك الذِّيلْ تابعني .. نُصّي حُوتَة وْ نُصّي امْرَا .. ساعة نُغطُس ساعة نُخرج  لِلِّهْوَا .. لكن ياجْماعة انحذّركم ، كانْ اتقدمو إلقُدّام .. السفينة يجرفها التيّارْ العوّامْ .. وْ في وسط البلاّعة اتموتو حْرامْ .. تبعوني إنوصّلكم  لِطْريق .. وِنبعّدكم  ع الغريقْ .. في الحينْ السْفينة وِراها دارتْ .. وْحُوريّةْ لبحر اختارتْ.. اترجّعهم سالْمينْ.. حيّوها وْ حيّتهم .. وْ ذيلها يرقص فوق المَا .. مرّة يُغطُسْ وْمرّة يطلع للسْمَا ..